معاملةالفتاة المراهقة والشاب المراهق ..صداقة , لا أوامر .
كيف ؟
تفضلو وأقرؤا الموضوع وان شاءالله تستفيدو
. الفتاةالمراهقة , لها عالمها الخاص بها تصنعه وتسعد به؛ ولذا فإنها تتأثر وتحزن لفقدان أي صديقة، وتستمتع بالحديث إليهم ومعهم… وطبعًا نتيجة لقلة الخبرة فإن كثيرًا من جماعات الأصدقاء لا يكون على المستوى المرضيّ أخلاقيًّا واجتماعيًّا، وهنا تحدث المشكلة في الأسرة، حيث تقف الأسرة رافضة لانتماء الابنة المراهقة لجماعة أصدقائها، اعتراضًا على أخلاقهم أو ظروف حياتهم أو مستواهم الدراسي، ويدعونها إلى نبذهم ومقاطعتهم، ويرون أنه شيء منطقي أن يطلبوا منها ذلك، ويحاولوا أن يقدِّموا أنفسهم كبديل، ويتعجَّبون من نفور ابنتهم، وكيف تستجيب لصديقاتها أكثر مما تستجيب لهم، وهم لا يدركون أنهم برفضهم لجماعة الأصدقاء يزيدون انتماء ابنتهم إليها؛ لأنها تتأكد أنها بذلك متمايزة عن أسرتها، وأصبحت مختلفة عنهم، وأن رفض أسرتها دلالة على استقلالها، وأنها أصبحت شيئًا مختلفًا، وهذا يزيد ارتباطها، بل وتجد في ذلك قضية تدافع عنها، وتثبت فيها وجهة نظرها التي تبحث عنها أيضًا في هذه السن.
.وتزداد الفجوة بينها وبين أسرتها كلما ضغطوا في اتجاه رفض جماعة الأصدقاء أو دعوتها عنوة إلى العودة إلى جماعة الأسرة؛ لذا فإن الحل أن نفهم هذا في نفسية المراهق ولا نصادمه، بل نقوم بأمرين في نفس الوقت:
.الأمر الأول: هو دخول عالم الأصدقاء، بمعنى أن أتعرف على مجموعات صديقات ابنتي أو أختي وأتقرب إليهم؛ لأفهمهم، ولتكوين صورة حقيقة عنهم تجعل هنا شيئًا مشتركًا بيني وبين ابني وابنتي هو هؤلاء الأصدقاء، ولا أمانع أن أدعوهم إلى رحلة أو حفلة وأتباسط معهم، وألعب لمزيد من التقارب.
سيشعر الأصدقاء والصديقات بنوع من التقارب ناحية هذا الضيف الوافد لمجموعتهم، خاصة إذا استطاع أن يتجاوز معهم و يكتسبهم، وعندها سيمدح الأصدقاء هذا الأب أو الأخت لابننا أو ابنتنا المراهقة، ويصبح مصدر فخر لهذا الابن وسط أصدقائه، فيفكر أن يكون هو أيضًا صديقًا لك، ويتحاور معك كأحد أفراد مجموعته، وهنا يجد الباب مفتوحًا لصداقة تبدو وكأنها تقوم على الندِّية وليس على التوجيه والنصح والإرشاد، بل على فتح المجال للحوار في كل الأمور، ومنها مجموعة الأصدقاء، حيث يبدو طبيعيًّا عندها أن أبدي رأيي فيهم كأحدهم، ومن خلال تعارف حقيقي، فلا يأخذ وجهة نظري بحساسية أو رفض أو توجس، بل يسمعها ويديرها في ذهنه وفكره، ثم يأخذ قراره بحرية بحيث لا يشعر بأي ضغط من أي جهة، حيث يبدو قراره وقد نبع من ذاته بالرغم أنه قد أكون أنا المكون له.
وهنا نقول: إن الأمر الثاني هو أن أكون صديق ابني أو أختي المراهقة بالمفهوم السابق مفهوم "الندية"، بحيث أبدو مستمعًا جيدًا مشاركًا في المشكلة بالرأي الذي أطرحه كوجهة نظر من حق المراهق أن يأخذ بها أو لا يأخذ؛ لأن الذي يفسد صداقة كثير من الآباء لأبنائهم المراهقين هو إحساس الأبناء أن هذه الصداقة المصطنعة إنما هي سبيل جديد من الآباء لفرض رأيهم على أبنائهم، ولكن في صيغة جديدة؛ لذا فإن الذكاء والحكمة في التعامل أن تبدو صادقة طبيعية عادية، أُبدي فيها وجهة نظري في الحوار المطروح مع الحرية في اتخاذ القرار لصاحب الشأن وهو ابنتنا المراهقة في هذه الحالة، مع إعطائه الإحساس أن ذلك نابع من الثقة في قدراته في اتخاذ القرار وعمل المناسب.
بمعنى أنه لا يصحّ بعد اتخاذ المراهق لقراره أن نقابله بالنقد والتوبيخ؛ لأن ذلك سيفقده ثقته في نفسه أولاً، وسيرفض أن يطلعك على أموره في موقف آخر، في حين أن العكس لو حدث فسيكون ذلك موطدًا للعلاقة، بل وداعيًا لأخذ رأيك في المرات القادمة بدون حساسية أو رفض مسبق. ما نودّ قوله باختصار: إن تقديم أنفسنا لأبنائنا كأصدقاء يجب أن يتم بشروطهم بحيث نبدو محاورين لهم، ومتفاهمين معهم، وليس فارضين لآرائنا عليهم، وأن دخولنا عالم أصدقائهم سيساعدنا في توجيههم بصورة غير مباشرة لكيفية اختيار الأصدقاء، بغير أن نواجههم أو يشعرون أننا نتدخل في حياتهم، الأمر يحتاج إلى حكمة، وفطنة، وتخطيط. إنها قوى مختلفة تتنازع المراهق وتوجهه، ونحن إحدى هذه القوى، فإذا أردنا أن يكون لنا دور فيجب أن نعمل له، ولا نكتفي بالسخط على المراهق ورفضه؛ لأنه لا يستجيب لنداءاتنا بالعودة إلى جماعة البيت.
إنها الصداقة، والحوار، والتفاهم، والاحترام، وفهم نفسية المراهق، ومعايشته، وإحساسه أننا نفهمه، هذا ما يجعله لا يقع في المشاكل، أما اللقاءات العابرة والمواعظ المباشرة، فلن تفعل شيئًا إلا أن تزيده بغضًا.
تحياتي
منقووول
كيف ؟
تفضلو وأقرؤا الموضوع وان شاءالله تستفيدو
. الفتاةالمراهقة , لها عالمها الخاص بها تصنعه وتسعد به؛ ولذا فإنها تتأثر وتحزن لفقدان أي صديقة، وتستمتع بالحديث إليهم ومعهم… وطبعًا نتيجة لقلة الخبرة فإن كثيرًا من جماعات الأصدقاء لا يكون على المستوى المرضيّ أخلاقيًّا واجتماعيًّا، وهنا تحدث المشكلة في الأسرة، حيث تقف الأسرة رافضة لانتماء الابنة المراهقة لجماعة أصدقائها، اعتراضًا على أخلاقهم أو ظروف حياتهم أو مستواهم الدراسي، ويدعونها إلى نبذهم ومقاطعتهم، ويرون أنه شيء منطقي أن يطلبوا منها ذلك، ويحاولوا أن يقدِّموا أنفسهم كبديل، ويتعجَّبون من نفور ابنتهم، وكيف تستجيب لصديقاتها أكثر مما تستجيب لهم، وهم لا يدركون أنهم برفضهم لجماعة الأصدقاء يزيدون انتماء ابنتهم إليها؛ لأنها تتأكد أنها بذلك متمايزة عن أسرتها، وأصبحت مختلفة عنهم، وأن رفض أسرتها دلالة على استقلالها، وأنها أصبحت شيئًا مختلفًا، وهذا يزيد ارتباطها، بل وتجد في ذلك قضية تدافع عنها، وتثبت فيها وجهة نظرها التي تبحث عنها أيضًا في هذه السن.
.وتزداد الفجوة بينها وبين أسرتها كلما ضغطوا في اتجاه رفض جماعة الأصدقاء أو دعوتها عنوة إلى العودة إلى جماعة الأسرة؛ لذا فإن الحل أن نفهم هذا في نفسية المراهق ولا نصادمه، بل نقوم بأمرين في نفس الوقت:
.الأمر الأول: هو دخول عالم الأصدقاء، بمعنى أن أتعرف على مجموعات صديقات ابنتي أو أختي وأتقرب إليهم؛ لأفهمهم، ولتكوين صورة حقيقة عنهم تجعل هنا شيئًا مشتركًا بيني وبين ابني وابنتي هو هؤلاء الأصدقاء، ولا أمانع أن أدعوهم إلى رحلة أو حفلة وأتباسط معهم، وألعب لمزيد من التقارب.
سيشعر الأصدقاء والصديقات بنوع من التقارب ناحية هذا الضيف الوافد لمجموعتهم، خاصة إذا استطاع أن يتجاوز معهم و يكتسبهم، وعندها سيمدح الأصدقاء هذا الأب أو الأخت لابننا أو ابنتنا المراهقة، ويصبح مصدر فخر لهذا الابن وسط أصدقائه، فيفكر أن يكون هو أيضًا صديقًا لك، ويتحاور معك كأحد أفراد مجموعته، وهنا يجد الباب مفتوحًا لصداقة تبدو وكأنها تقوم على الندِّية وليس على التوجيه والنصح والإرشاد، بل على فتح المجال للحوار في كل الأمور، ومنها مجموعة الأصدقاء، حيث يبدو طبيعيًّا عندها أن أبدي رأيي فيهم كأحدهم، ومن خلال تعارف حقيقي، فلا يأخذ وجهة نظري بحساسية أو رفض أو توجس، بل يسمعها ويديرها في ذهنه وفكره، ثم يأخذ قراره بحرية بحيث لا يشعر بأي ضغط من أي جهة، حيث يبدو قراره وقد نبع من ذاته بالرغم أنه قد أكون أنا المكون له.
وهنا نقول: إن الأمر الثاني هو أن أكون صديق ابني أو أختي المراهقة بالمفهوم السابق مفهوم "الندية"، بحيث أبدو مستمعًا جيدًا مشاركًا في المشكلة بالرأي الذي أطرحه كوجهة نظر من حق المراهق أن يأخذ بها أو لا يأخذ؛ لأن الذي يفسد صداقة كثير من الآباء لأبنائهم المراهقين هو إحساس الأبناء أن هذه الصداقة المصطنعة إنما هي سبيل جديد من الآباء لفرض رأيهم على أبنائهم، ولكن في صيغة جديدة؛ لذا فإن الذكاء والحكمة في التعامل أن تبدو صادقة طبيعية عادية، أُبدي فيها وجهة نظري في الحوار المطروح مع الحرية في اتخاذ القرار لصاحب الشأن وهو ابنتنا المراهقة في هذه الحالة، مع إعطائه الإحساس أن ذلك نابع من الثقة في قدراته في اتخاذ القرار وعمل المناسب.
بمعنى أنه لا يصحّ بعد اتخاذ المراهق لقراره أن نقابله بالنقد والتوبيخ؛ لأن ذلك سيفقده ثقته في نفسه أولاً، وسيرفض أن يطلعك على أموره في موقف آخر، في حين أن العكس لو حدث فسيكون ذلك موطدًا للعلاقة، بل وداعيًا لأخذ رأيك في المرات القادمة بدون حساسية أو رفض مسبق. ما نودّ قوله باختصار: إن تقديم أنفسنا لأبنائنا كأصدقاء يجب أن يتم بشروطهم بحيث نبدو محاورين لهم، ومتفاهمين معهم، وليس فارضين لآرائنا عليهم، وأن دخولنا عالم أصدقائهم سيساعدنا في توجيههم بصورة غير مباشرة لكيفية اختيار الأصدقاء، بغير أن نواجههم أو يشعرون أننا نتدخل في حياتهم، الأمر يحتاج إلى حكمة، وفطنة، وتخطيط. إنها قوى مختلفة تتنازع المراهق وتوجهه، ونحن إحدى هذه القوى، فإذا أردنا أن يكون لنا دور فيجب أن نعمل له، ولا نكتفي بالسخط على المراهق ورفضه؛ لأنه لا يستجيب لنداءاتنا بالعودة إلى جماعة البيت.
إنها الصداقة، والحوار، والتفاهم، والاحترام، وفهم نفسية المراهق، ومعايشته، وإحساسه أننا نفهمه، هذا ما يجعله لا يقع في المشاكل، أما اللقاءات العابرة والمواعظ المباشرة، فلن تفعل شيئًا إلا أن تزيده بغضًا.
تحياتي
منقووول